في بلاد الأرز، اللبنانيون مشغولون بـ«المكرمة السعودية» واستثمارها في الملاعب السياسية، وفي المملكة الوهابية استياء عارم ترجمه ناشطوها على «تويتر». فقد أحدثت هبة الـ 3 مليارات دولار خضة واسعة على شبكات التواصل الاجتماعي، وسط انتقادات لاذعة لهذه الخطوة التي «كان من الأولى تجييرها الى أهل الدار». تغريدات بالمئات سجلتها الساعات الأخيرة بعيد إعلان رئيس الجمهورية ميشال سليمان عن هذه الهبة التي تمنّى السعوديون لو تكون «نكتة ثقيلة».
ذهول ترافق مع نبرة ساخرة ممزوجة بالأسى، عاشها المغرّدون السعوديون أول من أمس، ولاذوا بـ«تويتر» للتعبير عنها. صور وفيديوات وتعليقات ألقت اللوم على أصحاب «المكرمات» بينما يرزح العديد من السعوديين في الفقر والعوز: صورة لرجل وامرأة بدت عليهما حالة من التعاسة والعوز مذيلة بعبارة: «أليس هم أحق؟ حسبي الله ونعم الوكيل». عبارات ساخرة أخرى مرفقة بصور عبرت عن غضب المغردين بلغت أوجها في إضافة عبارة «لا اله الا الله» المرافقة دوما للعلم السعودي ومعها السيف الى العلم اللبناني، تتوسطهما الأرزة الخضراء.
حالة الاستياء هذه أفرزت يأساً تمظهر صوراً كاريكاتورية ساخرة من الإهمال الذي طال هذه الشرائح، فظهرت صورة كرتونية لفتاة تحمل كيس أغراضها على كتفها وتنوي الرحيل وعلى فمها عبارة: «ما أريد الزاد يُمة أريد الرحيل عن الديرة»، وصورة أخرى، لشاب سعودي يجلس على قارعة الطريق تعلوه عبارة بدت عليها الحزن: «دام عزك يا وطن».
هاشتاغ واحد «#السعودية_تدعم_لبنان_ب_3_مليار_دولار» يستطيع كشف مدى «المأساة» التي طالت الشعب السعودي مع تكرار لعبارة «حسبي الله ونعم الوكيل» و«ما زالت دراهمنا تتوزع على الجيران»، وتحديدا على الجيش اللبناني الذي، بحسب هؤلاء، جيشهم السعودي أولى منه. فذهبوا بالمبالغة الى نشر صورة لجندي سعودي يفترش الأرض تحت شاحنة، ممهورة بعبارة: «هذا اللي يستاهل عشرين راتب».


يمكنكم متابعة زينب حاوي عبر تويتر | @HawiZeinab